الأربعاء، 17 أبريل 2013

الرحيل الى مصر

الرحيل  الى مصر
سألوني الى اين الرحيل ؟

فقلت :  أعلم أن وطني به عجاج ثلاثون سنةُ كلها سنوات عجاف  من التخلف والانحطاط وتدني الاخلاق ونهب الثروات ، ويعج بمشاكل لا تحصى ولا تعد  خصوصاً بعد ثورة 25 يناير .
فقالوا :  لماذا الرحيل اذاً ؟
فقلت  : هذا قدري  ربما كان وطني الصغير  ووطني الكبير  بحاجة  اليه في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى !
فقالوا  : من هو وطنك الصغير ؟
فقلت :  عائلتي .
فقالوا  : من هي عائلتك ؟
فقلت :  عائلتي الكبيرة مدينة القرين .
فقالوا : من هي عائلتك الصغيرة ؟
فقلت  : كل بيت في مدينة القرين هي عائلتي الصغيرة .
فقالوا  : من هو وطنك الكبير ؟
فقلت  : وطني الكبير الوطن العربي  من المحيط الى الخليج  واعشق نبضات قلبه التى تنبض بالحياة .
فقالوا  : من هي نبضات قلبه ؟
فقلت :  مصر .
فقالوا  : من هي مصر ؟
فقلت  : ألا تعرفها ؟
فقالوا :  نعرفها  ولكن نريد المزيد !
فقلت :
مصر نبض الحياة  ،  ومنارة العلماء
فقالوا :  كيف ذلك وبه  الجهل والتخلف ؟
فقلت :  لقد تولى مصر حاكم فاسد حارب العلم والعلماء  وسجن المفكرين والأدباء
فقالوا :  اين ذهبوا ؟
فقلت  : هاجروا الى ارض حصباء اقاموا صرح العلوم وعلموا الجهلاء
فقالوا :  في أي دولة هم الان ؟
فقلت :  اسأل الخليج العربي  ربما ينطق  عندما ترتعد السماء
          واسأل  اميركا كم طاف بها علماء الكيمياء والطب والفضاء
 واسأل افريقيا السمراء  كم شجرت انبتت بدموع وشقاء
واسأل اوربا  عن علماء الفيزياء و نادي الادباء
واسأل  نوبل عن السلام في زمن ضاع فيه حقوق الانسان
فقالوا  : كل هؤلاء خرجوه من مصر ؟
فقلت :   نعم
فقالوا   : لماذا ؟
فقلت :  لدينا وطن ولكن لا يوجد زعماء
فقالوا  :  من هو الزعيم ؟
فقلت :  الزعيم من تقدم القوم  وشيد البناء
فقالوا :  كيف يشيد البناء ؟
فقلت :  كلما كان لديك حب وانتماء
فقالوا :  كيف ؟
فقلت : الوطنية عند بعض الذين يطلق عليهم زعماء اصوات في الهواء
فقالوا :  كيف تكون اذاً الوطنية ؟
فقلت :  الوطنية ليست شعار بل افعال وتخطيط لمستقبل الشعوب البسطاء
فقالوا : اذاً انت مصري
فقلت :  بكل فخر انا قلب العروبة ونبض الحياة  ومنارة العلماء  والشمس التي اذا اشرقت اضاء نورها السماء
 فقالوا : كيف تشرق الشمس ؟
فقلت :  عندما يعود الحق لا صحابة ، ويقول الحاكم لو عثرت بغلة بالعراق لا سألنني  ربي  لماذا لم تفسح لها الطريق .
فقالوا : هل يأتي هذا اليوم ؟
فقلت :  نعم انه اقرب للبصر عندما تكون لدى الشعوب الثقة والإرادة في التغير ، ولكن الطغاة يتصوراٍ ويتخيلون ان العبودية فرض على الشعوب  التى افقروها ، ويعيشون في وهم العظمة  والاستبداد ونهب الثروات باسم الوطنية المزيفة .
فقالوا : كيف تتحقق اذا  الحرية والعدالة والديمقراطية ؟
فقلت : عندما  نغير من انفسنا  وننظر الى الشعوب التى تقدمت  ونسأل انفسنا لماذا  لا نتقدم مثلهم ؟
 فقالوا : نتمنى لك عودة كريمة  الى قلب الامة العربية النابض بالحياة
فقلت : اشكركم  على هذا اللقاء
فقالوا :  نستودعك الله دينك وأمانتك  وصلة الارحام ، 
 وندعو لك اللهم احفظك في ترحالك  واستر عليك  في استقرارك  وبارك لك في اقامتك ، ويرزقك رزقاً  واسعاً  وقلباً خاشعاً  ولسان صادقاً  وعملاً نافعاً   يبلغ القاصي والداني .
فقلت : جزاكم الله خيراً ولكم بالمثل
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 عبد الرؤف حجر 
كاتب ومفكر عربي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق