الرحيل الى مصر
سألوني الى اين الرحيل ؟
فقلت : أعلم أن
وطني به عجاج ثلاثون سنةُ كلها سنوات عجاف
من التخلف والانحطاط وتدني الاخلاق ونهب الثروات ، ويعج بمشاكل لا تحصى ولا
تعد خصوصاً بعد ثورة 25 يناير .
فقالوا : لماذا
الرحيل اذاً ؟
فقلت : هذا
قدري ربما كان وطني الصغير ووطني الكبير بحاجة اليه في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى !
فقالوا : من هو
وطنك الصغير ؟
فقلت : عائلتي
.
فقالوا : من هي
عائلتك ؟
فقلت : عائلتي
الكبيرة مدينة القرين .
فقالوا : من هي عائلتك الصغيرة ؟
فقلت : كل بيت
في مدينة القرين هي عائلتي الصغيرة .
فقالوا : من هو
وطنك الكبير ؟
فقلت : وطني
الكبير الوطن العربي من المحيط الى الخليج
واعشق نبضات قلبه التى تنبض بالحياة .
فقالوا : من هي
نبضات قلبه ؟
فقلت : مصر .
فقالوا : من هي مصر
؟
فقلت : ألا
تعرفها ؟
فقالوا : نعرفها ولكن نريد المزيد !
فقلت :
مصر نبض الحياة
، ومنارة العلماء
فقالوا : كيف ذلك وبه الجهل والتخلف ؟
فقلت : لقد
تولى مصر حاكم فاسد حارب العلم والعلماء
وسجن المفكرين والأدباء
فقالوا : اين ذهبوا
؟
فقلت : هاجروا
الى ارض حصباء اقاموا صرح العلوم وعلموا الجهلاء
فقالوا : في أي
دولة هم الان ؟
فقلت : اسأل
الخليج العربي ربما ينطق عندما ترتعد السماء
واسأل اميركا كم طاف بها علماء
الكيمياء والطب والفضاء
واسأل افريقيا
السمراء كم شجرت انبتت بدموع وشقاء
واسأل اوربا عن
علماء الفيزياء و نادي الادباء
واسأل نوبل عن
السلام في زمن ضاع فيه حقوق الانسان
فقالوا : كل هؤلاء خرجوه
من مصر ؟
فقلت : نعم
فقالوا : لماذا ؟
فقلت : لدينا
وطن ولكن لا يوجد زعماء
فقالوا : من هو الزعيم ؟
فقلت : الزعيم
من تقدم القوم وشيد البناء
فقالوا : كيف يشيد
البناء ؟
فقلت : كلما
كان لديك حب وانتماء
فقالوا : كيف ؟
فقلت : الوطنية عند بعض الذين يطلق عليهم زعماء اصوات
في الهواء
فقالوا : كيف تكون
اذاً الوطنية ؟
فقلت : الوطنية
ليست شعار بل افعال وتخطيط لمستقبل الشعوب البسطاء
فقالوا : اذاً انت مصري
فقلت : بكل فخر
انا قلب العروبة ونبض الحياة ومنارة
العلماء والشمس التي اذا اشرقت اضاء نورها
السماء
فقالوا : كيف تشرق
الشمس ؟
فقلت : عندما
يعود الحق لا صحابة ، ويقول الحاكم لو عثرت بغلة بالعراق لا سألنني ربي
لماذا لم تفسح لها الطريق .
فقالوا : هل يأتي هذا اليوم ؟
فقلت : نعم انه
اقرب للبصر عندما تكون لدى الشعوب الثقة والإرادة في التغير ، ولكن الطغاة يتصوراٍ
ويتخيلون ان العبودية فرض على الشعوب التى
افقروها ، ويعيشون في وهم العظمة
والاستبداد ونهب الثروات باسم الوطنية المزيفة .
فقالوا : كيف تتحقق اذا
الحرية والعدالة والديمقراطية ؟
فقلت : عندما
نغير من انفسنا وننظر الى الشعوب
التى تقدمت ونسأل انفسنا لماذا لا نتقدم مثلهم ؟
فقالوا : نتمنى لك
عودة كريمة الى قلب الامة العربية النابض
بالحياة
فقلت : اشكركم
على هذا اللقاء
فقالوا : نستودعك
الله دينك وأمانتك وصلة الارحام ،
وندعو لك اللهم
احفظك في ترحالك واستر عليك في استقرارك وبارك لك في اقامتك ، ويرزقك رزقاً واسعاً
وقلباً خاشعاً ولسان صادقاً وعملاً نافعاً
يبلغ القاصي والداني .
فقلت : جزاكم الله خيراً ولكم بالمثل
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
عبد الرؤف حجر
كاتب ومفكر عربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق